اغلاق
اغلاق

خطبة الجمعة في 150 مسجدا حول التبرع بالأعضاء   توافق بين الطب والشريعة على جواز التبرع بالأعضاء وفق الضوابط الشرعية 

Wazcam, تم النشر 2024/08/02 18:46

150 من أئمة المساجد من شمال البلاد الى جنوبها، تناولوا موضوع التبرع بالأعضاء خلال خطبة صلاة الجمعة الأخيرة والسابقة واستعرضوا موقف الشرع الحنيف من التبرع بالأعضاء ورأي علماء الدين الداعمين والمعارضين، وكون الغالبية العظمى من علماء المسلمين يشجعون التبرع بالأعضاء، ضمن الضوابط الشرعية التي تحددها الشريعة الإسلامية وأهمها: التأكد من موت جذع الدماغ من قبل الأطباء.
المبادرة الى خطبة صلاة جمعة موحدة،  هي احدى ثمار ثلاثة أيام دراسية أجريت لائمة المساجد في البلاد على مدار ثلاث سنوات، بمبادرة من  المركز الوطني لزراعة الأعضاء وبالتعاون مع الدائرة الإسلامية في قسم الطوائف الدينية في وزارة الداخلية، وشارك به المئات  من أئمة المساجد من شمال البلاد الى  جنوبها وشخصيات طبية واجتماعية داعمة.  حيث تخللت الأيام الدراسية عدد من المحاضرات لرجال الدين والأطباء وتطرقت الى الاعتبارات الدينية والطبية والاجتماعية للموضوع.  من أبرز توصيات  هذه المؤتمرات كان أن يتم طرح الموضوع خلال خطبة صلاة الجمعة ووضع الموضوع قيد النقاش والاجابة على التساؤلات وأهمية دور الائمة في نشر الوعي حول الموضوع.

جانب من الأيام الدراسية السابقة لائمة المساجد 


 وقد جاء في خطبة صلاة الجمعة ان  الجمهور الاعظم من علماء الامة أشار إلى جواز التبرع بالأعضاء الآدمية والانتفاع بها ما دامت تحقق المصلحة وتنقذ حياة إنسان لقوله تعالى: " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا " وما دام المنقول منه لا يضار وأيد هذا الرأي علماء لهم فتاوى فردية منضبطة ومجامع فقهية معتبره فمن العلماء الشيوخ جاد الحق علي جاد الحق, يوسف القرضاوي، محمد سيد طنطاوي ونصر فريد واصل، عطية صقر، علي جمعة، محمد نعيم ياسين، وعكرمة صبري، ومصطفى الزرقا، محمود السرطاوي, عبد الرحمن بن ناصر السعدي وإبراهيم الدحقوبي وغيرهم. وأما المجامع الفقهية التي أيدت هذا الرأي فمنها : مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره الرابع بجده في المملكة العربية السعودية في 6/11/1988م والمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث والمؤتمر الإسلامي الدولي المنعقد في ماليزيا 1969 ومجمع البحوث الإسلامية في مصر وهيئة كبار العلماء بالسعودية ولجان الإفتاء بالأردن والكويت ومصر والجزائر وغيرها. كما  وأكد علماء المسلمين العلاقة الوثيقة والتوافق بين التعاليم الإسلامية والحقائق الطبية لكون الإسلام يدعو إلى كل ما يخدم الإنسانية. 


كما واستعرض الائمة قصصا مؤثرة لعائلات قررت التبرع بالأعضاء وأخرى لمرضى حصلوا على أعضاء انقذت حياتهم كانوا قد انكشفوا عليها خلال تداخلهم الديني والمجتمعي أو من خلال المؤتمرات وورشات العمل السنوية فمثلا: خلال المؤتمر الثالث القطري الذي عقد في مدينة ام الفحم، شارك رئيس بلدية أم الفحم د. سمير محاميد خلال كلمته الترحيبية، تجربته الشخصية حين قرر وعائلته قبل عدة سنوات، التبرع بأعضاء ابنه المرحوم محمد وإنقاذ حياة عدة أشخاص،  وتأثير هذا العمل إيجابيا على شعور واحساس العائلة. كذلك السيد اياد سرحان، مدير قسم الطوائف الدينية في وزارة الداخلية،  استعرض حينها قصته الشخصية وعائلته عندما قرروا أيضا التبرع بالأعضاء وعزمه على وضع هذا الموضوع على اجندة عمله.


ومن القصص الشخصية المثيرة التي عرضت أيضا خلال مؤتمر أم الفحم كانت لاحد المشاركين من الائمة،  الشيخ جمال العبرة والذي يعمل مفتشا للمساجد في النقب  حيث شارك الائمة  قراره التبرع بأعضاء اخته المرحومة سارة العبرة مما يحول التبرع بالأعضاء الى قناعة راسخة بين الائمة وليس مجرد شعارا، حيث قال: " زوج المرحومة كان  ضريرا،  ونحن كعائلة نعي جيدا معنى هذه المعاناة، حكمة الله قضت بأن تتبرع زوجته بقرنيتيها ومنح البصر بفضل الله تعالى الى شخص فاقد للبصر لا نعرفه. رسالتي أن كل منا قد يحتاج التبرع بالأعضاء في يوم من الأيام، لذا يجب أن نقدم ونعطي قبل أن نأخذ.   تقديس حياة الانسان هي قيمة إنسانية عليا أوصت بها الشرائع السماوية عامة ويشجعها ديننا النحيف بشكل واضح وفق الضوابط الشرعية  وهي صدقة جارية عن  روحها  الى يوم الدين"  
في الصورة : 


صورة من أحد المساجد - مسجد ابثان – زيمر.  الشيخ  رثاد غانم

heightقد يهمك ايضا